حضرت امام علی رضا عليه‌السلام نے فرمایا: اللہ تعالیٰ بے جا بحث کو، مال کے برباد کرنے کو اور کسی سے بار بار مانگنے کو بہت ناپسند کرتا ہے۔ بحارالانوار ابواب المواعظ والحکم باب26 حدیث1

الھدایہ فی النحو

المقدمة

`

بسم اللّه الرحمن الرحيم‏ الحمد للّه ربّ العالمين، و العاقبة للمتّقين، و الصلاة و السّلام على خير خلقه سيّدنا محمّد و آله أجمعين.

أمّا بعد: فهذا مختصر مضبوط في علم النحو جمعت فيه مهمّات النحو على ترتيب الكافية، مبوّبا و مفصّلا بعبارة واضحة مع إيراد الأمثلة في جميع مسائلها من غير تعرّض للأدلّة و العلل، لئلّا يشوّش ذهن المبتدئ عن فهم المسائل. و سمّيته بالهداية رجاء إلى أن يهدي اللّه تعالى به الطالبين، و رتّبته على مقدّمة و ثلاث مقالات و خاتمة بتوفيق الملك العزيز العلّام.

أمّا المقدّمة: ففي المبادئ التي يجب تقديمها، لتوقّف المسائل عليها ففيها ثلاثة فصول.

[المقدمة]

الفصل الأوّل: النحو

علم باصول تعرف بها أحوال أواخر الكلم الثلاث من حيث الإعراب و البناء، و كيفيّة تركيب بعضها مع بعض. و الغرض منه صيانة اللسان عن الخطأ اللفظي في كلام العرب. و موضوعه الكلمة و الكلام.

جامع المقدمات (جامعه مدرسين)، ص: 372 الفصل الثاني: الكلمة

لفظ وضع لمعنى مفرد و هي منحصرة في ثلاثة أقسام: اسم، و فعل، و حرف، لأنّها إمّا أن لا تدلّ على معنى في نفسها و هو الحرف، أو تدلّ على معنى في نفسها و اقترن معناها بأحد الأزمنة الثلاثة و هو الفعل، أو على معنى في نفسها و لم يقترن معناها بأحد الأزمنة و هو الاسم.

ثم حدّ الاسم: إنّه كلمة تدلّ على معنى في نفسه غير مقترنة بأحد الأزمنة الثلاثة، أعني الماضي و الحال و الاستقبال، ك: رجل، و علم.

و علامته أن يصحّ الإخبار عنه و به ك: زيد قائم، و الإضافة ك: غلام زيد، و دخول لام التعريف ك: الرّجل، و الجرّ و التنوين و التثنية و الجمع و النعت و التصغير و النداء. فإنّ كلّ هذه من خواصّ الاسم. و معنى الإخبار عنه أن يكون محكوما عليه، فاعلا أو مفعولا، أو مبتدأ. و يسمّى اسما لسموّه على قسيميه، لا لكونه وسما على المعنى.

و حدّ الفعل: إنّه كلمة تدلّ على معنى في نفسه، و مقترنة بأحد الأزمنة الثلاثة ك: ضرب، يضرب، اضرب. و علامته أن يصحّ الإخبار به لا عنه، و دخول: «قد» و «السين» و «سوف»، و «الجزم» نحو: قد ضرب و سيضرب، و سوف يضرب، و لم يضرب، و التّصريف إلى الماضي و المضارع، و كونه أمرا و نهيا، و اتصال الضمائر البارزة المرفوعة نحو:

ضربت، و تاء التأنيث الساكنة نحو: ضربت، و نون التّأكيد نحو:

اضربنّ. فإنّ كلّ هذا من خواص الفعل. و معنى الإخبار به أن يكون محكوما به كالخبر. و يسمّى فعلا باسم أصله و هو المصدر، لأنّ المصدر هو فعل للفاعل حقيقة. و حدّ الحرف: إنّه كلمة لا تدلّ على معنى في نفسها بل في غيرها نحو:

جامع المقدمات (جامعه مدرسين)، ص: 373 من، فإنّ معناه الابتداء و هي لا تدلّ عليه إلّا بعد ذكر ما يفهم منه الابتداء كالبصرة و الكوفة كما تقول: سرت من البصرة إلى الكوفة.

و علامته أن لا يصحّ الإخبار عنه و لا به، و أن لا يقبل علامات الأسماء و لا علامات الأفعال. و للحرف في كلام العرب فوائد كثيرة، كالرّبط بين الاسمين نحو:

زيد في الدار، أو فعلين نحو: زيد إن تضرب أضرب، أو اسم و فعل كضربت بالخشبة، أو جملتين نحو: إن جاءني زيد فاكرمه، و غير ذلك من الفوائد التي سيأتي تعريفها في القسم الثالث إن شاء اللّه تعالى. و يسمّى حرفا لوقوعه في الكلام حرفا، أي طرفا، لأنّه ليس بمقصود بالذات مثل المسند و المسند إليه. الفصل الثالث: الكلام‏

لفظ تضمّن الكلمتين بالإسناد. و الإسناد نسبة إحدى الكلمتين إلى الأخرى بحيث تفيد المخاطب فائدة تامة يصحّ السكوت عليها نحو: قام زيد.

فعلم أنّ الكلام لا يحصل إلّا من اسمين نحو: زيد قائم، و يسمّى جملة اسميّة، أو فعل و اسم نحو: قام زيد، و يسمّى جملة فعليّة. إذ لا يوجد المسند و المسند إليه معا في غيرهما، فلا بدّ للكلام منهما.

فإن قيل: هذا ينتقض بالنداء نحو: يا زيد، قلنا حرف النداء قائم مقام أدعو و أطلب، و هو الفعل، فلا ينتقض بالنداء. فإذا فرغنا من المقدّمة فلنشرع في الأقسام الثلاثة و اللّه الموفّق المعين. `